بحـث
المواضيع الأخيرة
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 32 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو علاء عبوشي فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 117 مساهمة في هذا المنتدى في 108 موضوع
[color=darkred]النبي عيسى (عليه السلام)[/color]
صفحة 1 من اصل 1
[color=darkred]النبي عيسى (عليه السلام)[/color]
النبي عيسى (عليه السلام):
الحديث عن النبي عيسى (عليه السلام) يجبرنا أن ننسحب للحديث عن مريم الطاهرة أُم النبي عيسى حيث ظروف الولادة المتميّزة والتي هي بحد ذاتها دلالة واضحة على معجزة النبي عيسى وجذور المسألة تمتد إلى المرأة الصالحة حنّانه واختها حنّة فتزوج النبي الكريم زكريا من حنانة وتزوج الرجل الصالح عمران من حنة ولم يرزقا أولاداً مدة من الزمن وبعد فترة طويلة من الحياة السعيدة المشوبة بالأسى والحزن من ناحية عدم الانجاب حنلت (حنة) من زوجها عمران لتلد وليداً تنتظره طويلاً وإذ هي حامل وعمران يشكر الله سبحانه على هذا العطاء أرادة أن تقابل هذا الإحسان بشيءٍ من الشكر فنذرت أن يكون هذا الوليد (محرّراً ) أي وقفاً للخدمة في بيت المقدس ولكن شاء الله سبحانه أن تضع أنثى ومن الصعوبة أن تطبق نذرها حيث أن للأنثى ظروفها المانعة من تحقيق هذا النذر الذي يستوجب البقاء في بيت المقدس والخدمة الدائمة والعبادة المستمرة وهي لاتناسب وضعية المرأة (إذ قالت امرأة عمران ربّ إني نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبل مني إنك أنت السميع العليم) المهم أنها ولدت أنثى وسمتها مريم ومعناها العابدة (فلما وضعتها قالت (أمها حنة) ربّ إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى، وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم). [سورة آل عمران: الآيتان 35 - 36].
وبالفعل إنها لمسيرة صعبة تنتظرها و(حنة) هذه الأم الحنون لا تعلم دور مريم وما تلاقيه في المستقبل من مجتمعها حينما تضع عيسى ابن مريم من دون أب وهي لا تدري ماذا يكمن لها الغيب؟ هذا وإنها كانت تعاني من أزمة نفسية وخصوصاً أنها بدأت تقاوم وتتحدى الأمور الصعبة لوحدها حيث توفي زوجها الصالح قبل ولادة (مريم).
وهذه المرأة الصالحة (حنة) نفذّت النذر المقدس فحملت مريم في قماطها وجاءت بها إلى بيت القدس ودفعتها إلى الرهان والعُباد وأخبرتهم بأمرها - بأنها نذر وهي بنت عمران صديقكم - فرحّبوا بالطفلة مريم واختلفوا في أمر كفالتها ورضاعتها وكان (زكريا) (عليه السلام) زوج حنانة أُخت حنة أحدهم فأراد أخذها بأنه أقرب الناس بها صلة حيث زوجته خالة مريم، أُخت أُمها حنّة فرفض الأحبار اقتراح زكريا فقرّروا الاقتراع ففاز النبي زكريا (عليه السلام) بكفالتها.
يقول الله العظيم في كتابه العزيز: (وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم - من الحديد كانوا يكتبون بها التوراة فيرمونها بالماء فالطافي من الأقلام يفوز بالاقتراع - أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصون). [سورة آل عمران: الآية 44].
فتربت في بيت زكريا يقول سبحانه: (فتقبّلها ربّها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً وكفلها زكريا). [سورة آل عمران: الآية 37].
فكبرت وترعرعت عند زكريا فخصص لها غرفة عالية لغرض عبادتها وانقطاعها لربها وكانت في غرفة منعزلة من الصعوبة الوصول إليها وكان زكريا يعتني بها كثيراً ودخل عليها ذات مرة وإذ به يجد لديها فواكه متعددة وطعاماً لذيذاً تحيّر من الأمر وكانت تشتد حيرته حينما يرى فواكه الصيف في الشتاء وبالعكس كلما دخل عليها في محرابها. لذلك يقول القرآن العظيم:
(كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاًَ قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب). [سورة آل عمران: الآية 37].
وهي مشغولة بالعبادة جاءها نداء غيبي: (وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاكِ وطهركِ واصطفاكِ على نساء العالمين، يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين). [سورة آل عمران: الآيتان 42 - 43].
ومع مرور الأيام الطويلة رزق الله سبحانه زكريا ولداً وسماه يحيى: (يا زكريا إنّا نبشرك بغلامٍ اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميّا). [سورة مريم: الآية 7].
أما مريم الصديقة الطاهرة وهي مشغولة في عبادتها بعث الله سبحانه رسولاً منه ليهبها ولداً: (واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً، فاتخذت من دونهم حجاباً فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً).
في هكذا ظروف ومريم العفيفة الباكر خافت على سمعتها وشرفها وعفافها من هذا الشاب المرسل فبدأت تنصحه:
(قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً، قال (جبرئيل) إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكيّاً، قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغياً، قال كذلك قال ربك هو عليَّ هيّن ولنجعله آيةً للناس ورحمةً منا وكان أمراً مقضياً). [سورة مريم: الآيات 18 - 21].
فحملت بالنبي عيسى (عليه السلام) بهذا الأسلوب الغيبي ومن المؤكد أن مريم عاشت القلق والضغوط النفسية والاجتماعية نتيجة لهذه الطريقة غير المألوفة ولكن إيمانها بالله سبحانه كان هو الضمانة لصبرها وكرامتها وبالفعل كانت ضغوطاً عسيرة تحيطها من جانب.
(فأجاءها المخاض إلى جذعِ النخلة قالت يا ليتني متُّ قبل هذا وكنت نسياً منسياً). [سورة مريم: الآية 23].
وأول معجزة يسجلها عيسى (عليه السلام) على الأرض أنه كلّم أمه وهدّأ روعها (فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا) ماءً سارياً فانفجرت الأرض ماءً بعد أن ضرب المسيح رجله على الأرض.
(وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رُطباً جنياً، فكلي واشربي وقري عينا). [سورة مريم: الآيات 25 - 26].
وعلَّمها طريقة التخلص من ألسنة الناس الذين سيواجهون أمه باللوم تارةً وبالتهمة تارةً أخرى بتحويل المسألة إليه ليجيبهم بقدرة الله سبحانه فقد قال في محكم الكتاب الكريم: (فامّا تريّن من البشر أحداً فقولي إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً، فأتتْ به قومها تحمله) - وهي فرصة لهذه التطمينات والإجابات الحية والدامغة - .
(قالوا يا مريم لقد جئت شيئاً فريّا - عجيباً - يا أخت هارون ما كان أبوكِ امرأ سوءٍ وما كانت أمك بغيا). [سورة مريم: الآيات 27 - 28].
هارون رجل الصلاح فحينما يريدون أن يصفوا إنساناً بالصلاح يقرنوه بهارون (فأشارت إليه قالوا كيف نكلّم من كان في المهد صبياً). انطلق الصبي الرضيع بالإجابة الوافية والرد الشافي للشبهات المرفوعة عليه وعلى أمه الطاهرة.
(قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً، وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً، وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً). [سورة مريم: الآيات 30 - 32].
فعرف الناس أنه المولود الذي ينتظرونه لكي ينقذهم من الجهل والضلال إلى نور الهداية والاستقامة والصلاح واعترف كثير من رهبان اليهود وعظمائهم بأنه المسيح المنتظر لانقاذ الأمة من الويلات.
ومرت الأيام وبدأ ينشر رسالته مستنداً على المعاجز الإلهية التي تجري على يديه فهو الذي كلّم الناس في المهد صبياً ومعجزته في القضايا المستعصية بالطب من إشفاء الأكمه والأبرص بإذن الله تعالى هذه المعجزة كانت مناسبة لزمانه حيث تطور الطب ووسائله ومن الطبيعي بدأ اليهود بالتشكيك والتكذيب (فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين) ولكن التأييد الإلهي المطلق للنبي عيسى وظهور المعاجز الكبرى على يديه مما أحبط مؤامرات الأعداء فقد قال سبحانه:
(إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلاً وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبيّنات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين). [سورة المائدة: الآية 110].
فاستطاع النبي عيسى بهذه المعاجز الجبارة وبسموه الخلقي العالي وتقشفه بالحياة أن يؤثر في بعض الناس ويهديهم إلى الصراط المستقيم على عكس المعاندين المتضررين بالدعوة الجديدة فأصبح من الناس الحواريون الملازمون للنبي عيسى واستطاع بجهده المبارك في التبليغ والشفاء أن ينشر الدين الجديد ويروى أن المسيح (عليه السلام) شفى خمسين ألف إنسان في مختلف الأمراض المستعصية. والحواريون كان لهم الدور البارز في مساعدة النبي في نشر الدين ويُقال أن أحد الحواريين أرسله النبي (عليه السلام) إلى الروم وزوّده بمعجزة إبراء الأكمه والأبرص فذهب للتبشير وهنالك كان بإمكانه معالجة أي مريض وشفائه بإذن الله فعظم أمره فدعاه الملك وحاججه ثم أتى له بغلام منخسف الحدقة لا عين له قائلاً له إن كنت صادقاً فابرئ هذا الغلام فَوضَع الحواري بندقيتين من الطين مكان عيني الغلام ودعا ربه سبحانه فإذا به بصير يرى كل شيء فآمن الملك بالمسيح (عليه السلام) وقرّب الحواريين لمنزلةٍ رفيعةٍ. وكثيرة هذه القصص التي كانت تساعد المبشرين في مواقفهم وتساعد المسيح (عليه السلام) في اقناع الناس للدين المسيحي فكان يحيي الأموات الذين ماتوا منذ زمنٍ سحيق لغرض خلق الحالة الإيمانية في نفوس الناس.
وهكذا استطاع النبي المسيح (عليه السلام) أن يدخل قلوب المهتدين ويبدأ الحسد بدوره الخبيث في قلوب المعاندين والكافرين فكانت المواجهة والمعاناة والآلام التي لحقت أصحاب الحق كبقية الأنبياء وأتباعهم.
الحديث عن النبي عيسى (عليه السلام) يجبرنا أن ننسحب للحديث عن مريم الطاهرة أُم النبي عيسى حيث ظروف الولادة المتميّزة والتي هي بحد ذاتها دلالة واضحة على معجزة النبي عيسى وجذور المسألة تمتد إلى المرأة الصالحة حنّانه واختها حنّة فتزوج النبي الكريم زكريا من حنانة وتزوج الرجل الصالح عمران من حنة ولم يرزقا أولاداً مدة من الزمن وبعد فترة طويلة من الحياة السعيدة المشوبة بالأسى والحزن من ناحية عدم الانجاب حنلت (حنة) من زوجها عمران لتلد وليداً تنتظره طويلاً وإذ هي حامل وعمران يشكر الله سبحانه على هذا العطاء أرادة أن تقابل هذا الإحسان بشيءٍ من الشكر فنذرت أن يكون هذا الوليد (محرّراً ) أي وقفاً للخدمة في بيت المقدس ولكن شاء الله سبحانه أن تضع أنثى ومن الصعوبة أن تطبق نذرها حيث أن للأنثى ظروفها المانعة من تحقيق هذا النذر الذي يستوجب البقاء في بيت المقدس والخدمة الدائمة والعبادة المستمرة وهي لاتناسب وضعية المرأة (إذ قالت امرأة عمران ربّ إني نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبل مني إنك أنت السميع العليم) المهم أنها ولدت أنثى وسمتها مريم ومعناها العابدة (فلما وضعتها قالت (أمها حنة) ربّ إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى، وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم). [سورة آل عمران: الآيتان 35 - 36].
وبالفعل إنها لمسيرة صعبة تنتظرها و(حنة) هذه الأم الحنون لا تعلم دور مريم وما تلاقيه في المستقبل من مجتمعها حينما تضع عيسى ابن مريم من دون أب وهي لا تدري ماذا يكمن لها الغيب؟ هذا وإنها كانت تعاني من أزمة نفسية وخصوصاً أنها بدأت تقاوم وتتحدى الأمور الصعبة لوحدها حيث توفي زوجها الصالح قبل ولادة (مريم).
وهذه المرأة الصالحة (حنة) نفذّت النذر المقدس فحملت مريم في قماطها وجاءت بها إلى بيت القدس ودفعتها إلى الرهان والعُباد وأخبرتهم بأمرها - بأنها نذر وهي بنت عمران صديقكم - فرحّبوا بالطفلة مريم واختلفوا في أمر كفالتها ورضاعتها وكان (زكريا) (عليه السلام) زوج حنانة أُخت حنة أحدهم فأراد أخذها بأنه أقرب الناس بها صلة حيث زوجته خالة مريم، أُخت أُمها حنّة فرفض الأحبار اقتراح زكريا فقرّروا الاقتراع ففاز النبي زكريا (عليه السلام) بكفالتها.
يقول الله العظيم في كتابه العزيز: (وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم - من الحديد كانوا يكتبون بها التوراة فيرمونها بالماء فالطافي من الأقلام يفوز بالاقتراع - أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصون). [سورة آل عمران: الآية 44].
فتربت في بيت زكريا يقول سبحانه: (فتقبّلها ربّها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً وكفلها زكريا). [سورة آل عمران: الآية 37].
فكبرت وترعرعت عند زكريا فخصص لها غرفة عالية لغرض عبادتها وانقطاعها لربها وكانت في غرفة منعزلة من الصعوبة الوصول إليها وكان زكريا يعتني بها كثيراً ودخل عليها ذات مرة وإذ به يجد لديها فواكه متعددة وطعاماً لذيذاً تحيّر من الأمر وكانت تشتد حيرته حينما يرى فواكه الصيف في الشتاء وبالعكس كلما دخل عليها في محرابها. لذلك يقول القرآن العظيم:
(كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاًَ قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب). [سورة آل عمران: الآية 37].
وهي مشغولة بالعبادة جاءها نداء غيبي: (وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاكِ وطهركِ واصطفاكِ على نساء العالمين، يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين). [سورة آل عمران: الآيتان 42 - 43].
ومع مرور الأيام الطويلة رزق الله سبحانه زكريا ولداً وسماه يحيى: (يا زكريا إنّا نبشرك بغلامٍ اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميّا). [سورة مريم: الآية 7].
أما مريم الصديقة الطاهرة وهي مشغولة في عبادتها بعث الله سبحانه رسولاً منه ليهبها ولداً: (واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً، فاتخذت من دونهم حجاباً فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً).
في هكذا ظروف ومريم العفيفة الباكر خافت على سمعتها وشرفها وعفافها من هذا الشاب المرسل فبدأت تنصحه:
(قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً، قال (جبرئيل) إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكيّاً، قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغياً، قال كذلك قال ربك هو عليَّ هيّن ولنجعله آيةً للناس ورحمةً منا وكان أمراً مقضياً). [سورة مريم: الآيات 18 - 21].
فحملت بالنبي عيسى (عليه السلام) بهذا الأسلوب الغيبي ومن المؤكد أن مريم عاشت القلق والضغوط النفسية والاجتماعية نتيجة لهذه الطريقة غير المألوفة ولكن إيمانها بالله سبحانه كان هو الضمانة لصبرها وكرامتها وبالفعل كانت ضغوطاً عسيرة تحيطها من جانب.
(فأجاءها المخاض إلى جذعِ النخلة قالت يا ليتني متُّ قبل هذا وكنت نسياً منسياً). [سورة مريم: الآية 23].
وأول معجزة يسجلها عيسى (عليه السلام) على الأرض أنه كلّم أمه وهدّأ روعها (فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا) ماءً سارياً فانفجرت الأرض ماءً بعد أن ضرب المسيح رجله على الأرض.
(وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رُطباً جنياً، فكلي واشربي وقري عينا). [سورة مريم: الآيات 25 - 26].
وعلَّمها طريقة التخلص من ألسنة الناس الذين سيواجهون أمه باللوم تارةً وبالتهمة تارةً أخرى بتحويل المسألة إليه ليجيبهم بقدرة الله سبحانه فقد قال في محكم الكتاب الكريم: (فامّا تريّن من البشر أحداً فقولي إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً، فأتتْ به قومها تحمله) - وهي فرصة لهذه التطمينات والإجابات الحية والدامغة - .
(قالوا يا مريم لقد جئت شيئاً فريّا - عجيباً - يا أخت هارون ما كان أبوكِ امرأ سوءٍ وما كانت أمك بغيا). [سورة مريم: الآيات 27 - 28].
هارون رجل الصلاح فحينما يريدون أن يصفوا إنساناً بالصلاح يقرنوه بهارون (فأشارت إليه قالوا كيف نكلّم من كان في المهد صبياً). انطلق الصبي الرضيع بالإجابة الوافية والرد الشافي للشبهات المرفوعة عليه وعلى أمه الطاهرة.
(قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً، وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً، وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً). [سورة مريم: الآيات 30 - 32].
فعرف الناس أنه المولود الذي ينتظرونه لكي ينقذهم من الجهل والضلال إلى نور الهداية والاستقامة والصلاح واعترف كثير من رهبان اليهود وعظمائهم بأنه المسيح المنتظر لانقاذ الأمة من الويلات.
ومرت الأيام وبدأ ينشر رسالته مستنداً على المعاجز الإلهية التي تجري على يديه فهو الذي كلّم الناس في المهد صبياً ومعجزته في القضايا المستعصية بالطب من إشفاء الأكمه والأبرص بإذن الله تعالى هذه المعجزة كانت مناسبة لزمانه حيث تطور الطب ووسائله ومن الطبيعي بدأ اليهود بالتشكيك والتكذيب (فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين) ولكن التأييد الإلهي المطلق للنبي عيسى وظهور المعاجز الكبرى على يديه مما أحبط مؤامرات الأعداء فقد قال سبحانه:
(إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلاً وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبيّنات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين). [سورة المائدة: الآية 110].
فاستطاع النبي عيسى بهذه المعاجز الجبارة وبسموه الخلقي العالي وتقشفه بالحياة أن يؤثر في بعض الناس ويهديهم إلى الصراط المستقيم على عكس المعاندين المتضررين بالدعوة الجديدة فأصبح من الناس الحواريون الملازمون للنبي عيسى واستطاع بجهده المبارك في التبليغ والشفاء أن ينشر الدين الجديد ويروى أن المسيح (عليه السلام) شفى خمسين ألف إنسان في مختلف الأمراض المستعصية. والحواريون كان لهم الدور البارز في مساعدة النبي في نشر الدين ويُقال أن أحد الحواريين أرسله النبي (عليه السلام) إلى الروم وزوّده بمعجزة إبراء الأكمه والأبرص فذهب للتبشير وهنالك كان بإمكانه معالجة أي مريض وشفائه بإذن الله فعظم أمره فدعاه الملك وحاججه ثم أتى له بغلام منخسف الحدقة لا عين له قائلاً له إن كنت صادقاً فابرئ هذا الغلام فَوضَع الحواري بندقيتين من الطين مكان عيني الغلام ودعا ربه سبحانه فإذا به بصير يرى كل شيء فآمن الملك بالمسيح (عليه السلام) وقرّب الحواريين لمنزلةٍ رفيعةٍ. وكثيرة هذه القصص التي كانت تساعد المبشرين في مواقفهم وتساعد المسيح (عليه السلام) في اقناع الناس للدين المسيحي فكان يحيي الأموات الذين ماتوا منذ زمنٍ سحيق لغرض خلق الحالة الإيمانية في نفوس الناس.
وهكذا استطاع النبي المسيح (عليه السلام) أن يدخل قلوب المهتدين ويبدأ الحسد بدوره الخبيث في قلوب المعاندين والكافرين فكانت المواجهة والمعاناة والآلام التي لحقت أصحاب الحق كبقية الأنبياء وأتباعهم.
Admin- Admin
- Number of posts : 108
Age : 30
الموقع : http://zezo.0forum.biz
Registration date : 22/03/2008
احلى عالم
سنوات الضياع: 50
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء يوليو 28, 2010 6:38 pm من طرف Admin
» قصيدة البارحه لـ رشيد الزلامي
الخميس ديسمبر 17, 2009 5:34 pm من طرف Admin
» قصيدة ليت الوجع بعروق قلبي ولا فيك
الخميس ديسمبر 17, 2009 5:32 pm من طرف Admin
» بعض الاسئلة واجوبتها
الأحد نوفمبر 15, 2009 3:00 pm من طرف Admin
» معلقة لبيد بن ربيعة العامري
السبت نوفمبر 14, 2009 7:12 pm من طرف Admin
» معلقة عمر بن كلثوم
السبت نوفمبر 14, 2009 7:09 pm من طرف Admin
» معلقة عمر بن كلثوم
السبت نوفمبر 14, 2009 7:09 pm من طرف Admin
» معلقة امرؤ القيس
السبت نوفمبر 14, 2009 7:05 pm من طرف Admin
» معلقة عنترة بن ابي شداد
السبت نوفمبر 14, 2009 7:03 pm من طرف Admin